class='ads'>
الخميس، أبريل 16

الدرس الثالث من دروس الدورة الشرعية

الدرس الثالث من دروس الدورة الشرعية

التَّوْحِيدُ جَوْهَرُ الإسْلامِ وَلُبُّ الدَّعْوَةِ


بقلم الدكتور عبد الرزاق المساوي


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

أما بعد..

فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
حياكم الله جميعاً أيها الإخوة الفضلاء، وأيتها الأخوات الفضليات الكريمات،وطبتم وطاب سعيكم وتغريدكم، وتبوأتم من الجنة منازلا بفضل ربكم، وأسأل الله جل وعلا الذي جمعني بكم في هذا"التويتر وإن كره الكافرون"على الطاعة، أن يجمعنا في الآخرة مع سيد الدعاة وإمام النبيين في جنته ودار مقامته إنه ولي ذلك ومولاه.

موضوع درس اليوم سنتناول فيه أُسَّ الدين وجوهر الإسلام ولبّ الدعوة ومناط الحياة منذ آدم عليه السلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، إنه الأصل الأول من "الأصول الثلاثة التي يجب على كل مسلم ومسلمة تعلمها وهي معرفة العبد ربه،ودينه،ونبيه محمدا صلى الله عليه وسلم(الواجبات المتحتمات المعرفة على كل مسلم ومسلمة ص8)
فالأصل الأول هو التوحيد الذي من أجله كان الخلق وبه ظهر الحق وعليه قامت السموات والأرض وإليه دعا الأنبياء والرُّسْل وأنزلت الكتب وشرعت الشرائع، وعنه سيكون أول سؤال في القبر ويوم الحشر، وبه يتحدد مصير العبد،ولأجله نُصبت الموازين ووضعت الدواوين وبه قام سوق الجنة والنار، فإما إلى عذاب مهين وإما إلى جنات النعيم..لذلك وجبت معرفته بالتفصيل "فإذا قيل لك:من ربك؟ فقل ربي الله الذي رباني وربى جميع العالمين بنعمته وهو معبودي، وليس لي معبود سواه"(الواجبات ص9)
ويتجسد هذا التوحيد في كلمة وهي خير كلمةٍ على الإطلاق وأجلّها وأعظمها وهي أفضل الكلام وأعذبه وأحلاه وأسلسه وأنداه، صحَّ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: "خيرُ الدعاء دعاءُ يوم عرفة، وخير ما قلتُ أنا والنبيون من قبلي:لا إله إلا الله وحده لا شريك له" (رواه الترمذي وهو في صحيحه:2837) وهي الكلمة التي جعلت الثقلين فسطاطين: أهل كلمة فسطاط التوحيد وأهل فسطاط كلمة الشرك.. هي كلمة التقوى وهي العروة الوثقى وهي الكلمة السواء.. "قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ "(آل عمران64)
هي كلمة الشهادة التي رفع لواءها عالياً خفاقاً رب العالمين ورفرفت بها أجنحة الملائكة أجمعين وأقامها بأمر الله تعالى أولو العلم من الثقلين:﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾(آل عمران: 18) هذا التوحيد هو الذي قال عنه ابن تيمية رحمه الله"والتوحيد الذي جاء به الرسل إنما يتضمن إثبات الألوهية لله وحده بأن يُشْهَدَ أن لا إلـٰه إلا هو،
ولا يُعبد إلا إياه، ولا يُتوكل إلا عليه، ولا يُوالى إلا له، ولا يُعادى إلا فيه، ولا يُعمل إلا من أجله"(درء تعارض العقل والنقل ج1/ص224)
هو التوحيد الذي جاءت به كل الرسل، نعم كل الرسل بدون استثناء، إنه الدعوة التي حملتها تلك الكوكبة من المصطفين الأخيار عبر التاريخ الطويل للبشر "وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ" (الأنبياء:25) ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾(النحل 36) هذا هو الموضوع المحوري للحياتين الدنيا والآخرة، وهو الذي حمل لواءه كل الأنبياء وكل الرسل وكل من اتبعهم بإحسان وإتقان وتفانٍ، وهو الموضوعُ نفسُه الذي أنزل اللهُ القرآنَ من أجله وبعثَ سبحانه محمداً صلى الله عليه وسلم لتبليغه وتبيينه وتوضيحه والقتال من أجله
﴿ قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ (الأنبياء108)
ولا يظنّنّ ظانٌّ أنّ موضوع التوحيد هذا كباقي الموضوعات التي تناولتها الآيات وعالجتها السور، إننا لنجزم جزماً قاطعاً بأنّ التوحيد ليس قضية أو موضوعاً مستقلاًّ يمكن دراسته بمنأى عن غيره من موضوعات القرآن العظيم، إن هذا الكتاب الذي لا ريب فيه هدى للمتقين ليُعتبر كلُّه من أوله إلى آخره،من بدايته إلى نهايته، من ألفه إلى يائه، بسوره المائة وأربعة عشر كتابَ توحيد، فكل سوره وكل آياته بكل دلالاتها وكل معانيها وكل ما استنبط منها وكل ما توحيه للمتأمل فيها، وكل ظِلالها وكل إيحاءاتها،كلها كلها تصب في موضوع التوحيد، وإن كان علماءنا الأجلاء رحمهم الله تعالى قسموا موضوعات القرآن إلى ثلاثة أقسام: توحيد وأخبار وأحكام.. فما كان ذلك عندهم كذلك
إلا لتيسير التعامل مع السور والآيات وموضوعاتها وتيسير تعليم الناس لها وتبسيطه للمتعلمين من الناشئة، وإن كان قد أدّى بالمتأخرة منا إلى عكس المطلوب، فمثلاً عندما عُلّمت الأحكام مجردة وبمنأى عن أصولها وبعيدة عن توحيد مشرعها، طلع علينا من يتنكر لها ويعتبر حقوق الإنسان أولى منها وأن الحدود منها لا تليق بالإنسانية ولا تحمل رحمة ولا شفقة، كأنّ هؤلاء المتنطعة عقولهم، القاسية قلوبهم، أرأف بالخلق من الخالق.. وسبب هذا الزيغ تدريس الأحكام بعيداً عن توحيد الرحمٰن، وهذا خطأ فادح وكبير في مناهج التدريس مُتعمَّدٌ.. وأما جوهر هذا التقسيم فعند التحقيق يؤول إلى التوحيد وينبني عليه ويرتكز، فالأخبار في كتاب الله تعالى تكون إخباراً عن الله تعالى وأسمائه وصفاته وهذا من لبّ التوحيد وأُسِّه، وإمّا إخباراً عن الأنبياء والرسل مع أقوامهم وأممهم والصراعِ القائم بينهم من أجل إحقاق الحق الذي هو توحيد الله تعالى وإزهاق الباطل الذي هو الإشراك به، وهي كلها إخبار عن الله وتوحيده وعبادته دون غيره، والأخبار التي تناولت أمور الغيب من ساعة وقيامة وجنة ونار وما إلى ذلك يعتبر جَزاءَ التوحيد ونتيجتَه، والأحكام التي يستنبطها العلماء مفردة من كتاب الله تعالى ما هي إلا لوازم من لوازم التوحيد نفسه ومقتضياته، لا يمكن أن تتحقق إلا من خلاله أي من قِبَلِ من حقق التوحيد ذاته، فحتى آيات التشريع التي تعتبر أثناء دراستها قرآنا مدنيا مختلفا عن القرآن المكي نجدها محاطة بالتوحيد، ونلمس فيها أيضاً ارتباطا وثيقاً وبيّناً وشديداً بقضية التوحيد فهي لا تنفك عنه إما في بداية آياتها وإما في نهايتها، وإما في السياق الذي وردت فيه.. المهم هو أنها في مدار التوحيد تدور، ومن معينه تستقي.. منه تنطلق وإليه ترجع..
إذاً فالتوحيد كما قلنا في بداية الدرس ومقدمته هو "أُسُّ الدين وجوهر الإسلام ولبُّ الدعوة ومناط الحياة" فالحقَّ والحقَّ أقول إن القرآن كله يتحدث عن التوحيد بأساليب مختلفة ومظاهر متعددة
إما يتجلى فيها بوضوح وبشكل مباشر، أو يكمن في إيحاءاتها وتحت ظلالها، فهو لا يفارقها بأي حالٍ من الأحوال، بل ويتماهى معها، وهذا لعِظَم شأنه ولأهميته القصوى ولأساسيته العظمى في بناء الدين وإقامته على الحق المبين، والحاجة الماسة للتذكير به في كل حين وعند ذكر كل موضوع كي لا ينسيناه شياطين الجن والإنس.. يقول ابن القيم الجوزية رحمه الله"إن كل آية في القرآن فهي متضمنة للتوحيد، شاهدة به، داعية إليه،فإن القرآنَ إما خبَرٌ عن الله وأسمائه وصفاته وأفعاله،فهو التوحيد العِلمي الخبري،وإما دعوة إلى عبادته وحده لا شريك له، وخلعِ كل ما يُعبَد من دونه،فهو التوحيد الإرادي الطَّلبي،وإما أمر أو نهي وإلزام بطاعته في نهيه وأمره،فهي حقوقُ التوحيد ومكملاته، وإما خبر عن كرامة الله لأهل توحيده وطاعته،وما فُعَل بهم في الدنيا،وما يُكرِمهم به في الآخرة،فهو جزاءُ توحيده،وإما خبر عن أهل الشِّرك، وما فُعَل بهم في الدنيا من النَّكال،وما يحلُّ بهم في العقبى من العذاب،فهو خبرٌ عمن خرَج عن حُكم التوحيد؛فالقرآن كله في التوحيد،وحقوقِه وجزائه،وفي شأن الشِّركِ وأهله وجزائهم" (مدارج السالكين: ج3/ص450). وإن أول آية قرآنية تصور لنا قيمة التوحيد وتبين لنا مكانته وتظهر لنا أهميته وتجلي لنا غائيته لهي الآية التي توضح الهدف من الخلق والغاية من الإيجاد والسبب في التكوين، إنها آية قصيرة بكلماتها سهلة في تركيبها بسيطة في قراءتها والنطق بمكوناتها، ولكنها كبيرة في دلالاتها عظيمة في معانيها طويلة في شرحها وبسطها تصور عمق القضية وتركزها وتقذف ألفاظُها بظلالها على القلوب وإيحاءاتها على الأنفس ومراميها على العقول، فالكل يشْدَهُ عند تأملها ويدهش أمام ما يستخرجه من لآلئ مبثوثة فيها، يكفي أن نقرأها فقط، لنستشعر كل تلك المعاني التي تفوح رائحتها من بين ثناياها ﴿ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾(الذاريات:56) من أجلّ ما يتلو الإنسان من كتاب الله تعالى تلخص الحياة كلها في خصائصها ومقاصدها، ولقد جاءت في أعظم أسلوب من أساليب الحصر
وفي أقوى أسلوب من أساليب القصر عندما جمعت بين أسلوب النفي وأسلوب الاستثناء مع لام التعليل لتصور لنا بالروعة اللغويةِ الفائقةِ العاليةِ الغايةَ من الوجود والإيجاد والخلق والتكوين.. إنها العبادة، ((فما خَلقتُ أنا إلا ليعبدوني أنا)) حصرٌ بالأنا في الأولى وقصر بالأنا في الثانية..
إنّ الغاية من خلق الثقلين الجن ثم الإنس هي عبادته سبحانه ومخ العبادة وأسُّها وركازها التوحيد الصافي والاعتقاد الصحيح، ولا يمكن أن تكون العبادة عبادة فعلاً إلا إذا بُنِيَتْ على التوحيد"أي إن العبادة مبنية على التوحيد، فكل عبادة لا توحيد فيها ليست بعبادةٍ، لاسيما أن بعض السلف فسروا قوله -تعالى-: ﴿ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ﴾: إلا ليوحِّدونِ"(القول المفيد على كتاب التوحيد:ص36)رُوِيَ عن الكلبي رحمه الله تعالى:هذا القول "إلاّ ليوحِّدونِ"(تفسير القرطبي:الذاريات) إن العبودية هي توحيد الألوهية، وهي توحيد العبادة، وهي التوحيد الذي جاءت به الرسل مبشرة ومنذرة، وهي فطرة الإسلام التي فطر الله الناس عليها، وهي ملَّةُ إبراهيم عليه السلام، وهي دين نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، وهي كلمة الإخلاص، وكلمة الخلاص، وهي الحنفية السمحة، وهي الطاعة والاستقامة، وهي السراط المستقيم، وهي الخضوع والذل والانقياد والتسليم والإطاعة والاستسلام والانقياد.. يقول ابن أبي العز رحمه الله: "وتوحيد الألوهية يقال له توحيد العبادة لأن المألوه معناه المعبود، بل التوحيد الذي دعت إليه الرسل ونزلت به الكتب هو توحيد الألوهية المتضمّن توحيد الربوبية، وهو عبادة الله وحده لا شريك له.. فحقيقة هذا التوحيد:أن يُعبَد الله وحده ولا يُشرَك بعبادته أحد أو شيء من خلقه سواء في الأفعال أو الأقوال"(شرح العقيدة الطحاوية ص79) فالعبودية هي الخضوع بالمحبة لله تعالى بإفراده سبحانه بما شرع.. فالخضوع والمحبة لله جل وعلا أصلان رئيسان في عبوديته سبحانه.. إنهما وجهان لعملة واحدة، فالله سبحانه وتعالى لم يخلُقْنا عبثاً ولم يتركنا هملاً ولا بَرانا سدًى ولا أنزلنا الأرض بدون غاية معلومة أو هدف مسطّر بل كانت عنايته سبحانه بنا أكبر وأعظم إلى درجة أنه يرغّبنا في الطريق ويدلّنا على وُعورتها﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ﴾ (المؤمنون115)﴿ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴾(العنكبوت) إن الاعتقاد(بإليه ترجعون و لا يفتنون)تفضي إلى الاعتقاد حزماً وجزماً إلى أننا خلَقنا لأمرٍ جلل،وغايةٍ عظيمة،ومهَمَّةٍ جليلةٍ،ووظيفة جسيمة، وتحقيق غايةٍ من الأهمية بمكان وهي توحيده سبحانه وتعالى وتحقيق الميثاق أو العهد الذي أخَذه الله جل جلاله على عباده أجمعين وهم في عالم الذرِّ لتوحيده جل في علاه يقول مولانا:﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ
إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ﴾ (الأعراف 172/ 173) إنه توحيد الله تعالى والإخلاص في عبادته.. يقول شيخ الإسلام: "والعبادة لها أصلان أحدهما:أن لا تعبد إلا الله، والثاني أن لا يُعْبد إلا بما أمرَ وشرع، لا يعبد بغير ذلك من الأهواء والظنون والبدع، قال تعالى:"فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا"(الكهف110) فالعمل الصالح هو ما أمر الله به أمر إيجاب أو استحباب،فما كان من البدع في الدين التي ليست في الكتاب ولا في السنة الصحيحة، فإنها وإن قالها من قالها وعمل بها من عمل بها ليست من العمل الصالح، وأما قوله"وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا"فهو إخلاص الدين لله وحده سبحانه، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول:"اللهم اجعل عملي كله صالحاً،واجعله لوجهك خالصاً،ولا تجعل لأحد فيه شيئاً"وقال الفضيل بن عياض رحمه الله في قوله تعالى"ليَبْلُوَكُم أيكم أحسن عملاً"أخلصُه وأصوبه. قالوا:يا أبا علي،ما أخلصه وما أصوبه؟قال:"إنّ العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يُقبَل ،وإذا كان صواباً ولم يكن خالصاً لم يُقبَل حتى يكون خالصاً صواباً،والخالص ما كان لله تعالى والصواب أن يكون على السنّةِ"(العبودية ص29 /30) إنّ العبادة لا تتحقق في مدلولها المقبول إلا إذا كانت خالصة وصواباً.. يقول ابن تيمية رحمه الله وهو يعرف العبادة بأنها:"اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة،فالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث وأداء الأمانة وبر الوالدين والوفاء بالعهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. وأمثال ذلك من العبادة"(العبودية ص5و6) أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع الموحدين، ونفعني الله وإياكم بقرآنه العظيم وسنة نبيه الكريم..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وإلى لقاء آخر إن شاء الله تعالى مع درس من دروس #الدورة الشرعية والله المستعان وعليه التكلان
كتبه العُبَيْدُ الفقير إلى رحمة ربه د.عبد الرزاق المساوي فجر يومه الأحد 9 جمادى الآخر 1436هـ يوافقه 29 مارس2015



"PDF" تحميل ملف 

0 تعاليق:

إرسال تعليق